Monday, December 10, 2012

بين الواقع و الانكار

source: nowiknow.com

تخيل ان الدنيا بتمطر و انت بتتتمشى مع صديقك و تقوله…
ياه .. المطر كتير قوى …

يقولك لا ما فيش مطر و لا حاجة .. انت راجل سوداوى .. الجو جميل !

تقوله يا عم الحاج انا حاسس بيه .. نازل على دماغنا احنا الاتنين … و خلاص .. بدأت ادخل فى أعراض الالتهاب الرئوى …

يقولك انت راجل متشائم .. كان زينا ناس كتير و الدنيا عندهم منورة فشخ دلوقتى .. مش ملاحقين عالنور !

تقوله يا عمنا انا مالى … الدنيا بتمطر، و امبارح مطرت و جت فى نشرة الاخبار انها مش هاتبطل مطرة لأسبوع متصل !!!!

يقولك المفروض ايمانك بربنا ما يتهزش !
فجر الصبح قادم ولابد لليل ان ينجلى !

فى النقطة دى تكون طبعا انت دخلت فى مرحلة التشخير و انت صاحى من العبث الكلامى ده …
و بما انك بنى ادم متعلم أهلك صرفو عليك .. تقوم تدخل معاه مضطرّا فى حوار لامنطقى ..

انت: على فكرة المطر ظاهرة طبيعية و بتحصل غالبا من يوم ما بقى فى غلاف جوى للكرة الأرضية، و أحيانا لما الناس الدنيا تفضل تمطر فوق دماغ أمّها بالشكل ده بيحصل فيضانات و فى قرى كاملة بتتدمر، و ساعتها الناس بتنقل قراها و تبدأ معيشة فى أماكن تانية من أرض الله الواسعة.

هو: مالى انا و مال التاريخ … التاريخ ده بتاع ناس مالهاش علاقة بينا … مات منهم اللى مات و راح ف ستين داهية … ما فيش علاقة بين اللى حصل فى الماضى و اللى هايحصل فى المستقبل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

انت: يا سيدى الفاضل … طيب معلش خدنى على قد عقلى … خلينا فى الواقع … الدنيا بتشتى و قربنا نتزحلق و نكسر عمودنا الفقرى … تعال نروح نقف فى حتة ناشفة

هو: ما فيش انتماء خالص ! ما فيش أخلاق ! ما فيش رباية !!

انت: يا دى الليلة السودا .. ليه يا عمنا بس … ايه علاقة اننا نقف فى حتة ناشفة بأى حاجة ليها علاقة بأخلاقى أو تربيتى ! و ليه انتمى للشارع .. خير ؟

هو: يبقى لو ما فيش حل و مصرّ تركب دماغك يبقى روح اقف فى حتة ناشفة .. بس لازم تيجى تقف تانى تحت المطر !!

انت (مفكرا): كملها بالستر يا رب !

انت: ليه يا ابا الحاج ارجع اقف تحت المطر ؟

هو: أصل فلان ابن جارتنا ما شفناهوش من سنة 56 .. طلع واطى واطى يعنى و لا بيسأل على أمه !

انت : نعم ؟؟!

هو: وللّا علّان … راح حتة ناشفة … بنته اللى كانت محترمه ما بتعرفش تمشى .. أول ما وقفت على أرض ناشفة طلعت تجرى و ما حدش يعرف هى فين دلوقتى !

انت: ….............

هو: وللّا تلتان بقى !! ده أمثاله المفروض يكونو حطب جهنم !

انت: ابن الكلب ! ليه .. عمل ايه ؟

هو: فى ايام مطرة زى دى كده .. راح طالع واقف فى حتة ناشفة ، بعدين رجع و راسه و ألف برطوشة انه يركب لنا تنده فى الشارع  و يعمل لنا نظام صرف ميّه !!!

انت: خير ما فعل !

هو: بتقول ايه ياض ؟!

انت: لا يا باشا … كنت باقول ده راجل واطى .. ازاى يغير الطبع الأصيل لينا ! الدنيا بتمطر و احنا غاويين بلبطة اساسا !

<<<<<<<<<<<<< لحظة صمت >>>>>>>>>>>>>>

هو: يا دى النيلة عالمطر … هو ربنا مش هايكرمنا بقى و المطرة دى تخلص بقى !

انت (هاتموت بانفجار فى شريان مهم): أمال احنا بنتنيل نقول ايه من الصبح !!!!!!!!!!!!!! الدنيا زفت علينا و على دماغنا بتمطر ! يا اما نقف فى حتة ناشفة أو نركب تنده و نظبط حالنا و لو ما فيش امكانية لتركيب التندة … يبقى نشوف مكان أحسن نقف فيه !

هو: …......(كلام كتير)...............
انت: …......(كلام كتير)...............

====================================================

مثل هذا الحوار اللامنطقى و اللا معقول ممكن أن يستمر الى ما لا نهاية … الا أن الجانب المتعقل بالقطع لا بد أن يصمت فى وقت ما … ليس عن ملل بقدر ما هوعن حكمة !
الحوار هو إسقاط لأى محادثة بين أمثالى من الواقعيين من جانب، و من الجانب الاخر الأصدقاء من هواة خداع الذات و تسمية الأمور بغير اسمائها، مع تسمية مبرراتهم اللا منطقية بالتفاؤل، و التفكير الواقعى بالسوداوية و التشاؤم.

ختاما .. نسأل الله البصيرة !

Saturday, August 25, 2012

خطبة الجمعة

source: al3ez.net
خطبة الجمعة  غالبا ما تكون اضاعة ثمينة لوقت من الممكن استغلاله بشكل أفضل بمراحل ، بمعنى لنفترض انك تصلى الجمعة منذ عمر الثامنة، و تعيش فى المتوسط لعمر ال 60 عاما ، يعنى حوالى 50 عاما * 12 شهر * 4 أسابيع * 1 ساعة مدة الخطبة تجد أنك تقضى فى متوسط 2400 ساعة كان بامكانك أن تتعلم فيها ما ينفعك لاخرتك !! ، و لكنك مع الاسف غالبا ما تقضيها فى الاستماع لمجموعة من الاساطير و الخرافات و التحليلات اللامنطقية و الدعاء (بل و الادّعاء) على اصحاب الديانات الاخرى، و كلام الشيوخ عن ما لا يفقهون فيه من رياضة و سياسة و طب و ادب ... الخ

خطر فى بالى اليوم فى صلاة الجمعة كمّ التفاصيل التى أهتم بمعرفتها عن دينى و كان مكان معرفتها الطبيعى المسجد و وقتها الطبيعى خطبة الجمعة ... مثلا .. السهو فى صلاة الجماعة و صلاة الفرد، مبطلات الصوم، صلاة الاستخارة، صلاة الجنازة، القراءات المختلفة للتشهد ... الى ما لا نهاية له من تفاصيل أركان الاسلام الخمسة و التى أعترف بجهلى فى كثير منها.
قد ترد بأنها أمثلة تافهة و تتهمنى بالجهل فى دينى، و أنّى لا أبحث بما يكفى .. و ردّى أن فى أغلب الأوقات انى حتى أبحث عن حل فلا بد لى اما أن يدلنى أحد ما على وجود المشكلة من الأساس ، أو أن أرتطم بنفسى بالمشكلة حتى أبدأ البحث !
مثلا أتذكّر أنّ أول مرة أصلّى المغرب من الركعة الثالثة كانت و عمرى حوالى 14 عاما ، و ساعتها لم أدر هل المفترض أن أتشهد فى الركعة الثانية بعد انتهاء الجماعة أم لا !
قد تبدو مثل تلك الأمور بديهية بالنسبة لى و لك الان ، لكن عدم معرفة الأساسيات يعرضنا للخطأ فى ما هو أكبر ، بالاضافة لذلك هو اهدار ل 2400 ساعة من حياتك فى النظر للساعة متسائلا ... متى يصمت هذا الرجل !

قد أبالغ فى المثالية اذا ما قلت أنّ الخطيب انما هو معلّم، و المعلّم بالنسبة لى هو من يفاجئك بمعلومة جديدة ، ثم يحدثك عنها قليلا .. ثم يرشدك للمراجع التى تستزيد منها اذا ما أحببت التعمق فى الموضوع. أحيانا أحتاج للبحث فى موضوع معين و لا أعلم من الكتب الغث من الثمين ، و لا أعلم حتى من أين أبدأ بحثى.
 مع الأسف حالة التردى فى مستوى الخطب و الخطباء ما يدفعنى للاعتقاد أن وزارة الأوقاف تقوم بتعيين أقل الناس علما و أكثرهم اثارة للنفور. 
أدعو الله أن يأتى اليوم الذى أرى فيه من يخطب الجمعة بشكل يتحرى فيه صدق المعلومة، و يذكر مصدرها، و يتكلم بالمنطق لا بالأساطير ، و يتكلم فى الدين لا فى الطب، ثم يختم الخطبة لا بالدعاء على اليهود بل على الصهيونى المحتل و الخائن الذى سهل له احتلاله ، و لا بالدعاء للحاكم و ولى الأمر بل بالدعاء لمن يعمل كالثور المربوط لتوفير أبسط احتياجاته و احتياجات أسرته، و قبل الختام يكلمنا عن أفضل الكتب التى يعرفها و التى تتحدث عن موضوع الخطبة.

Sunday, August 19, 2012

أستاذ متفرغ

الرجال أربعة : رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فاتبعوه ،ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذاك غافل فنبهوه ، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك مائق فاحذروه
الخليل بن أحمد الفراهيدى



<ترررررررررررررررررن>
<طراخ !>
“لعنة الله على المنبهات و على من ابتكرها!”
هكذا فكّر بذهن لا يزال متعكرا من أثر النوم ، و بعد أن أسقط المنبه كعادته، بماذا كان يحلم و هو نائم؟ لا أدرى ! و هو لا يتذكر ! هو حتى لا يتذكر متى كانت اخر مرة يحلم فيها، سواء فى النوم أو اليقظة !

اعتدل، قام ، سار بروتينية الى الحمّام، فكّر .. أيحلق ذقنه ؟ و لم ؟ يطلقها ؟ و لم ؟ إنما نشاطه اليومى ينحسر فى مقابلة الطلّاب .. لم يعد هناك ما يدعوه للمحافظة على مظهره، فى الواقع لم تعد حياته تحوى ما يحفزه لأى عمل !
انتهى من نشاطاته الصباحية المعتادة، سار متثاقلا الى هاتفه المحمول ، و الذى لا يدرك امكانياته بالضبط، و لم يهتم يوما بمعرفتها، طلب الرقم المعتاد … رقم رئيسه فى العمل …

الاخر: "صباح الخير يا أستاذى .." رد بها الطرف الاخر بادئا سلسلة الروتينيات المعتادة لبروتوكولات المحادثة التليفونية.
هو : "صباح الخير" .. متثاقلا قالها، متكبرا عناها
هو -مستكملا-: "نفس الميعاد ؟ احنا فى أيام الشفوى"
الاخر: "باذن الله يا أستاذى... 8 بالضبط و أفوت عليك بالعربية نروح مع بعض .. بالمناسبة ، الولاد فى اتحاد الطلاب كلّمونى و عايزين يعملو حوار مع أحد الأساتذة المؤسسين للكلية علشان مجلة الاتحاد الجديدة ، و طبعا ما قدرتش اقول اسم غير اسم حضرتك .. و الموضوع مش مستعجل ، ده هايكون على بداية الترم اللى جاى"
هو: "قدامنا ترم كامل نفكر فيه … عن نفسى مش باحب لعب العيال ، بس طالما من ناحيتك يبقى مافيش مانع .. ما تتأخرش بقى"

أنهى المكالمة، ارتدى ثيابه عابثا، تأمل وجهه فى المرآه، كاد سنّه أن يجاوز السبعين شتاء … فكّر قليلا .. سبعين عاما ! ما يربو على نصف قرن بما يقارب الربع قرن !

فكّر قليلا فيما ورد فى المكالمة .. أحد الأساتذة المؤسسين ، كلمة رنّانة .. دفعته إلى تذكّر بداياته المهنية و الأكاديمية ..
تذّكر عندما كان طالبا فى المعهد، متفوقا على أقرانه من طلبة المعهد، كانت له فى الماضى ذاكرة فولاذية أعانته على المناهج المعهدية من نصوص الكهرباء، و أدب النجارة و نحو الماكينات !
ساعده هذا التفوق على تعيينه فى المعهد فى بداية الستينيات ، ثم سفره الى المملكة المتحدة فى عام يقترب من حرب أكتوبر. يتذكر صدمته من اكتشافه أنه لا يفقه شيئا أمام زملاءه، جاهدا حاول أن يواكبهم ، متعثرا حاول أن يقاربهم فكريا، على أنه  بالرغم من ذلك نجح أمام لجنة مناقشة الدكتوراه، و لم يفهم بالضبط أيّامها إشارة مشرفه أنه بالرغم من أنه دون المستوى الأكاديمى الا أنه سيحصل على الشهادة و يعود ناشرا للعلم فى وطنه و عليه فقد استنّ سنة هذه اللجنة فيما بعد فى جامعته ، حتى و ان كان طالب الدكتوراه فاشلا، فهذا لا يبرر تضييع مجهوده، لعله يصبح عظيما فيما بعد مثله ! لكم يبدو العام 1978 قريبا كما لو كان بالأمس !

"هو ليه اتأخّر ؟ " عبرت الفكرة ذهنه الأشيب ثم لم يلبث أن عاد لطوفان الذكريات …
يتذكر عودته أستاذا يحمل الدكتوراه إلى جامعة غادرها معيدا و هى معهد. كيف كانت مشاعره عندما علم أن الطلبة الأوغاد الذين لا يمتلكون موهبة سيخرجون حاملى بكالوريوس الهندسة، كيف أن القدر عاملهم بالحسنى، و جعلهم طلبة كلية لا طلبة معهد مثلما كان فى عمرهم فى مجتمع يخر ساجدا للشهادات و الورق الحكومى الموثق !

"النغمة التقليدية لموبايل نوكيا" … لقد وصل
نزل من بيته متمهلا، ألقى التحية الصباحية عابسا، سأل عن حال رئيسه، لم يهتم بالاجابة ، فى الواقع لم يهتم أصلا بالسؤال !ثم شرد فى خواطره من جديد …قال لنفسه ...

"أسئلة و اجابات، و المزيد من الأسئلة ثم المزيد من الاجابات … هذا هو عالمى ، يسألنى الطالب سؤالا فأجيب أو أصحح له اجابته -الخاطئة دوما- او أسأل الطالب سؤالا فيجيب أو لا يجيب … لم يعد يهم ! ، و لكن صبرا ! لم يعد طلاب هذا الزمان مطيعين و مجتهدين مثل أقرانهم منذ عشرين عاما ! لا أعلم سببا لذلك التدهور فى المستوى التعليمى، لن أنس ما حدث بالأمس … حاولت أن أنبه أحد الطلبة و هو ابن دكتور زميل، أن مستواه انخفض فى الكلية، فردّ علىّ بكل جرأة بأنه يذاكر أشياء أخرى (لبرّا الكليّة)، بصراحة لم أستوعب بالضبط ما هو (جوّا الكلية) و ما هو (برّا الكلية)، المذاكرة واحدة تبدأ بالمحاضرة و تنتهى بالامتحان ! عموما ، تجاوزت عن وقاحته و جهله مكتفيا بلفت نظره أنه اذا أراد "أن يتفلحس" فليصبر حتى ينتهى من دراسته الجامعية ! عموما.. حالته ليست فردية لقد تكررت الحالة أكثر من مرّة منذ ظهور تلك الأسرة الغريبة و التى تدّعى مساعدة الطلاب فى النواحى التقنية، هل للأسر أنشطة أخرى غير الرحلات و الحفلات !! لشدّ ما ازداد العالم قبحا ! عموما … هم مجرّد أطفال عابثون لا يعلمون مصلحتهم … خليهم يتسلو ! "

"أستاذى" … قطع رئيسه أفكاره...
"احنا اتكلمنا قبل كده عن السنتر بتاعك .. ده شىء مش كويس لسمعة القسم، خصوصا ان الدكتورة زوجتك هى اللى بتحط الامتحان فى نفس المواد اللى السنتر بيدرّسها" …  قالها رئيسه بهدوء حذر
"نبقى نشوف الموضوع ده" … ردّ باقتضاب ..
صمت، شرد، فكر...

"و ماله أن أمتلك مركزا للتدريب المهنى أيها الحاقد! انها أكثر التجارات ربحا فى هذا الزمن، و ما الفارق بين مركزى للتدريب و مركزالتدريب الجامعى الذى كنت أحد مؤسسيه و الذى يقع ملاصقا لكليتنا فى قلب الجامعة ؟! و حصل ايه يعنى أن يقوم ابنى بالتدريس، و ما الفارق الرهيب بين كورسات لغات البرمجة و الدرس الخصوصى ؟! كل الطرق تؤدى الى روما ! أمركم عجيب !!"
وصلت السيارة الى مثواها غير الأخير أمام المبنى المتهالك، و الذى يحاول العميد اعادته للحياة بتجديد واجهة المبنى الإدارى ، بما يشبه ما تفعله العجوز المتصابية للحفاظ على ما تعتقده جمال !

ترجلّا ، فتحا باب المبنى الصغير -و المغلق أمام الطلبة فى المعتاد- صعدا السلم، من بعيد لاح له عدوه، القديم ، و الذى يحمل مثله اللقب الفارغ من المحتوى … أستاذ متفرغ … واقفا يدخن السيجارة كعادته بين المحاضرة و مثيلتها ، متظاهرا بالعمق و المعرفة، لكم شهد القسم من صراعات بينهما فى محاولات بدائية متبادلة لاثبات السلطة و رفعة المنزلة، دائما ما ينظر غريمه لزملائه من" المتفرغين" أنهم أقل منه مكانة حيث أنه خرّيج الجامعة الوحيد بينهم لا معهد سابق مثلهم.

لم تمض إلّا دقائق من وداعه لرئيسه ثم طلبه لفنجان من القهوة، حتى ظهر له بالباب أحد الطلبة، هو يعرف ذاك الطالب، و يعتبره نموذجا للطالب المجتهد، مطيع، حريص على إبداء الأدب اللازم فى حضرة أساتذته، كما انه يعمل جاسوسا على حال دفعته ! تساءل الطالب عن الشيت، أجابه بلا اكتراث حقيقى، هو لا يقوم بتصحيح الشيت أو غيره أصلا! هل يفترض بمن كان فى مكانته أن يتدنى الى دركة هذه الأمور ؟! إنما هى من أعمال المعيد ، الحمار كما يطلق عليه سرا و جهرا، أمام الاساتذة و أمام الطلبة … سيان !

سأله الطالب عن معلومة ذكرها فى المحاضرة، هو لا يتذكر بالضبط ما قاله، "هل هو السن ؟" .. تساءل فى سره.. ثم نفى ! عموما ، الطالب نبيه بالتأكيد و هو -أى الطالب- غالبا ما يتساءل لمجرد لفت انتباه أستاذه، لشد ما يختلف معظم الطلبة عنه من وجهة نظره! بالأمس قام طالب من مكانه، و غادر القاعة عاصفا بعد أن رنّ هاتفه - هاتف الطالب - المحمول، و بعد أن تساءل هو: "مين أبو ش** اللى موبايله رن ؟!" ، كم كانت قاعة المحاضرة مقدسة بالنسبة له و هو طالب فى المعهد، لم يكن يجرؤ على مغادرتها مثلما فعل الطالب الوقح -كما يراه-!!
قبلها بأسبوعين أو ما زاد قليلا طلب من طالب اخر أن يقوم بحل مسألة برمجية على السبورة، فوقف كالأبله، و قال انه لا يستطيع حلها ، فسأله أمام الدفعة بكل بساطة و تلقائية .. "حاطط بادج على ط***  و مش عارف تحل المسألة ؟؟!"
و ما زال يتعجب كيف طلب منه رئيسه بكل خجل أن يتجنب مثل هذه الألفاظ … حيث أنها لا تجوز لمن كان فى سنه و مكانته !


"الساعة تجاوزت الثامنة و خمس و أربعين دقيقة" فكرّ بعد أن نظر الى ساعة الحائط ...إنه وقت الامتحان الشفهى، انتهى من رشف ما اقترب من ثمالة القهوة،أجاب عن سؤال الطالب بكلمات مقتضبة،  قام، التقط كشف الأسماء، تجاهل عدوهّ الجالس على المكتب المقابل، و اتجه بتؤدة الى المدرج المعتاد،
تجاهل النظرات المتوجسة من الطلبة ..
فكّر … "صبرا يا طلّابى الأعزاء … لقد علمت أن دفعتكم تلك هى التى أثارت الزوابع بعد سؤالى عن تصميم الراقصة فى امتحان الترم المنصرم … ستكون نتائج هذا الترم مبهجة للغاية … بالنسبى لى طبعا !"

ثم أعلن بدأ الامتحان .
تمّت

Saturday, April 7, 2012

أزمة ربع العمر

مؤخرا ...

source: economiccrisis.us
بدأت أتساءل عن طبيعة حياتى ، هل ما أحياه هو ما أريده لنفسى فعلا ؟ هل قراراتى صائبة ؟ هل قمت باستغلال الفترة المنصرمة من عمرى على الوجه الأمثل أم لا ؟ و ان كانت الاجابة بلا .. فلماذا ؟ و هل كانت الأسباب إرادية ناتجة عن نقص الخبرة أو تشوش الرؤية أم أنه عيب فى شخصيتى يتطلب منى وقفة مع النفس و مراجعة تصرفاتى ؟؟ أم أنها كانت لأسباب قدرية .. و اطار وضعت فيه رغما عنى لحكمة يعلمها الله ؟!

مثلا من أمانى حياتى أن أسافر و أرى العالم ، أتعرف على بشر اخرين ، و أن أعيش ثقافات أخرى بغية توسيع المدارك ، و الاقتراب من الحقائق ... و لكن كل محاولة كانت مستحيلة كونى كنت طالب مصرى فى المنصورة ... و بالطبع امكانياتى المادية لا تكفى للسفر على حسابى.

صاحب تلك الأفكار الكثير من التساؤل عن المستقبل ... هل بامكانى المعيشة فى مصر و تحقيق ذاتى فيها ؟ هل الهجرة حتمية ؟

بدأت القلق يراودنى على علاقاتى الاجتماعية المتواضعة ... ربنا أكرمنى بمجموعة رائعة من الأصدقاء أؤمن بأنها لن تجتمع ثانية فى زمكان اخر ! أعتقد أن على الأقل اثنان من المجموعة لن يعد بامكانى رؤيتهم وجها لوجه بعد السنة المقبلة ! سواء بهجرتهم أو بهجرتى أنا شخصيا ! و أتمنى أن يخيب الله ظنى من ناحية ، و أتمنى أن أراهم فى أسعد حال من ناحية أخرى!

بدأت أتعاطف كثيرا مع الشباب الذى ﻻ يعمل -وﻻ أقول العاطل لأنها تستعمل كسبة و كأن اللاعمل هواية- ، بل و أتعاطف أكثر مع الشباب العاملين أعمالا ﻻ تليق ، و يتم استغلالهم أسوأ استغلال لساعات عمل ﻻ آدمية ! بدأت أشعر بما أصفه بأنه انسانية زائدة !!

ظننت أن الموضوع استثنائى ، و أنه من غير الطبيعى أن تكون حالتى النفسية فى هذا التردى ، خصوصا أنى أمر بنقلة عملية جيدة جدا و لله الحمد هذه الأيام ... 
الى أن بحثت قليلا على صديقى جووجل و وجدت هذا الموضوع الشائق

أزمة ربع العمر

هى فترة تمر على الشخص فى مرحلتى العمرية ، تجعل الشخص يبدأ بالتساؤل عن حياته ، يميز تلك المرحلة الشعور بفقدان الاتجاه الصحيح ، و التردد تجاه ما يأتى من خطوات تتخذ من أجل بدأ حياة ناضجة يتحمل فيها كامل المسؤلية.
تتربع البطالة ، على عرش المسببات للشعور بأزمة ربع العمر ، و أضيف للمقال ... أنها ليست البطالة فقط بمعنى اللاعمل ، و لكن عمل يرضيك ، تشعر فيه بتحقيق ذاتك ، و يكفيك ماديا لبدأ أسرة و ما الى ذلك.

ختاما ...

قال صديقى العزيز محمد عطية ... أننا مع كثرة ما نشاهده من أفلام بدأنا نتوقع أن تسير حياتنا على نفس الوتيرة الدرامية ، ﻻ يوجد فيها حشو ، أفعال يقابلها ردود أفعال ، لا للتأخير ، ﻻ للوقت الضائع فى طريق ستعلم فيما بعد أنه لم يكن طريقك الصحيح !


و السلام ...




Friday, April 6, 2012

تكره أم تتعاطف ؟

مقدمة - 1

source: terryodell.blogspot.com


  • بلغ معدل البطالة بنهاية عام 2011  12.4%  من قوة العمل ! نقلا عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة و الاحصاء  http://www.capmas.gov.eg/pepo/145_1.pdf
  • مررت أنا نفسى بتجربة البطالة ، و بالفعل هى أسوأ شعور على الاطلاق يمر على النفس البشرية ، حيث تكون فى حيرة دائمة من أمرك ، و تظل فى حالة تساؤل دائم عن المستقبل ، و عن المجهود الذى بذلته طوال الفترة السابقة من حياتك ، و عن نظرة المحيطين بك ... الخ
  • مع عظيم الأسف ، نشعر بالترهل الأمنى فى قمع ظلم الطغاة ، و الاحتراف فى البعد عن التعاليم النبوية فى التحذير من سبب هلاك من قبلنا و هو أنه كان اذا سرق فيهم الشريف تركوه. 
  • نظرا للنقطة السابقة تولد لدى الناس - و خاصة من كانت ثقافته متواضعة و علمه متدن- الشعور بعودة قانون الغاب ، و انك اذا لم تكن مفترسا بما يكفى .. ففى الغالب انت وجبة لاحد الضوارى.
  • قد تجد تلك النظرة الغابيّة -نسبة للغابة- متحققة بشكل واضح اذا كنت من محترفى المواصلات العامة ، و لاحظت سلوك السائقين ، و تعاملهم فيما بينهم. ، و الشجار من أجلك -كزبون- باللسان و الأيدى !
  • الحالة النفسية المسيطرة على العالم هى الاحباط و فقدان الشعور بالرضا ... و نستشعر ذلك فى تعدد الثورات فى اخر عام. فى كثير من الاحيان تشعر بأنه ليس لديك بالفعل ما تخسره !

مقدمة - 2

source: gerasanews.com


  • شارع الجلاء شارع تجارى ، ينتهى بجزء على مستوى معقول من الرقى ، و ذلك لارتفاع المستوى الاجتماعى لقاطنيه.
  • منذ ما يقارب الأسبوعين ... بدأ بعض الناس بالاستيلاء على رصيف المدرسة الحديثة ، و زرع أكشاك لبيع أساسيات الحياة اليومية من اكسسوارات صينية ، و ايشاربات و بديهات ، و أحذية ... المعتاد يعنى.
  • قام أصحاب الأكشاك بسرقة الكهرباء من الشارع ، و بعضهم قام بتبليط أرضية الكشك - على الرصيف- 
  • قام البعض بتشغيل أغانى شعبية تنافس عواء الشياطين فى سقر من حيث المعنى و الأداء.
  • من الحين للاخر ، و على سبيل كسر الملل ، تحدث مشاجرة دامية بين هؤلاء القوم.
  • أصبح سور المدرسة نقطة تجمع الشباب السرسجى ذوى الموتوسيكلات الملتصقة بمؤخراتهم !

نتيجة

source: cairo2011research.wordpress.com


  • اليوم -الجمعة- استيقظنا على وجود قبضة القانون الصارمة، الممثلة فى شرطة المرافق و قوات من الأمن المركزى ، تقوم بدك و تدمير جميع الأكشاك المقامة.
  • ارتفعت أصوات احدى صاحبات الأكشاك بالصراخ و النواح على ما فعلت أيدى السلطة التنفيذية.

سؤال


sourcealokowa.ahlamontada.com



هل تشعر بالتعاطف مع الشباب أصحاب الأكشاك ، أم تشعر بالاشمئزاز من تصرفاتهم الهمجية ؟ هل ترى أن العقاب يأتى أولا أم توفير طريق الاستقامة ؟ بمعنى هل من المفترض أن نتكلم فى توفير فرصة عمل محترمة قبل الكلام عن العقاب و البطش ، أم أنها ليست بمسؤليتنا ، و لكن ما يهمنا هو انضباط المجتمع ، و الأمان ؟


Tuesday, February 28, 2012

الظلم ، و العزة بالاثم ، الخ


source: alsaha.com



 سمعت النهاردة أن بواب العمارة اتطرد شر طردة بعد خناقة مع أحد (هو ايه جمع حيزبون ؟) من سيدات العمارة ..
ما اعتقدش انه جه على العمارة حد أحسن من الراجل ده ... شايف شغله كويس ، نضيف ، و نادر أما تشوفه قاعد من غير شغل لدرجة أنك تنسى وجوده أصلا ! 
القصة انه من كام يوم الست بعتته يشترى طلبات كذا مرّة ورا بعض ، ففى اخر مرّة بيقولها طيب ليه ما قلتيش فى اخر مرّة كنت عملت المشوار ده فى طريقى ؟
قالت له : هو انت كمان هاترد عليّا ... و رفعت ايدها علشان تصفعه !!!!!!!!!!!!! 
مش هاعلق على صريخ المذؤبين اللى سمعناه من يومين ان الراجل ده لازم يمشى ، علشان ازاى يتجرأ و يهين الست فى كرامتها بأنه يمسك ايدها علشان ما يتضربش .. و هو بالمناسبة راجل مش عيّل و متجوز و لسه مخلف !

أنا مصعوق من فكرة النظرة الدونية للناس ... ازاى يكون حد بالغ المنتهى من السفالة انه يمد ايده على أجير عنده ، واحد خدمها و وفر عليها ، و بدل ما تديله أجره ... تحاول تضربه ! و لا تكتفى بذلك .. تصر انه يتطرد و يتقطع عيشه ...

رؤيتى فى الموقف ده انها مش حالة استثنائية ... الكلام ده بيحصل فى أى حتة فى العالم .. راس البر ، السنبلاوين ، صفط اللبن ! 
بس المأساة انها أسلوب حياة فى البلد ... ما فيش نظام للمحاسبة فى أى مؤسسة ، لو انت واثق ان اللى قدامك ضعيف ، و مش مسنود اسحقه ، نفس أسلوب التفكير لدكتور الجامعة الحكومية -و أحيانا الأهلية ^_^ - ، و نفس أسلوب تفكير أى موظف فى مصلحة حكومية ... 

يا سادة ... حتى لو مافيش نظام عاجل لمحاسبة الظالم ... الظلم ظلمات يوم القيامة

و السلام ..

Friday, February 24, 2012

H.R

source: totalcareermastery.com



عزيزى بتاع ال recruitment ... عزيزتى بتاعت ال recruitment ..

أحب أصرخ هامسا فى ودانكو بالاتى ....
حضور كورس الجامعة الامريكية فى ال HR و قراءة كتاب HR for dummies لا يعنى أنك أصبحت ممتلكا لقدرات الفراسة ، و لك ملكة الحكم على أخلاق البشر و طباعهم من جلسة واحدة. 
باقول كده بعد تجربة سيئة مريت بيها مع أحد الشركات الكبرى و تحديدا مع ال HR بتاعهم ،قبل ما اتكلم عن ال HR أحب أقول انى مريت بكل اختبارات الشركة و 3 انترفيو مع team leaders, project manager  ، و كان مستواى أكتر من ممتاز و لله الحمد و فى أسئلة اتوجهت لى منهم اتسألت بعدها فى ال HR و جاوبت بنفس الاجابات ... هانرجع للنقطة دى بعدين ..

نيجى لانترفيو ال HR ..

source:cbsnews.com



أدخل الانترفيو مع سيدة فاضلة علموها فى الكورس اللى اخدته انها ما تضحكش للرغيف السخن و ما تتجاوبش بشكل انسانى مع اللى قدامها حيث "ان ده ممكن يدى انطباع زائف عند ال applicant انه مقبول .. و الحقيقة غير كده" ،

استطراد
ال HR التقفيل المصرى بيعلموه ان لو الزبون شتم فى استاذه فى الجامعة أو اتكلم بشكل سىء عن الجامعة فده فى الغالب بنى ادم قليل الاصل مش بيتمر فيه المعروف ... و لو هو كان شايف ان استاذه فى الجامعة كان عديم الكفاءة أو انه بصريح العبارة كان مجنون أو جاهل كدابّة و قال كده يبقى فى الشغل اللى مقدم عليه هايكون شايف برضه أن رئيسه مجنون \ جاهل \ سافل ، و لو طلع بره الشركة و اتسأل عنها بعد كده هايقول انها كانت مكان سىء ..

عودة من الاستطراد
أخى ال HR ، أختى ال HR-ah .. برّه البلد دى .. يعنى فى البلدان اللى اتطبعت فيها الكتب اللى بتبصمجوها .. الجامعة بتكون تجربة حياة ... بروفيسور واخد درجة علمية يستحقها ، بيشرح معاه TAs بيحبو اللى بيعملوه و -يا للعجب- فاهمين برضه بيقولو ايه ، لما بيتكلم مش بيشتم بألفاظ نابية ، و فى نظام للمحاسبة .. لو شكيت انك اتظلمت بتاخد حقّك تالت و متلّت ، الدرجة العلمية اللى بتاخدها مطبوعة فى شهادة بتقول انك تعرف كذا و كذا من علوم الدنيا.

هنا يا سادة الجامعة تجربة موت ... دكتور عجوز فاشل سليط اللسان قبيح الكلام و الفعل ، من أول ما اتعين TA بيشرح للطلبة بيكون مش عارف هو عايز ايه من حياته أساسا ، و فى الغالب بيكون منفسن بفظاعة من الطلبة لأسباب يطول شرحها ، الكلية فى بلدنا الحبيبة هى ثقب أسود للصحة النفسية و البدنية لطالب العلم .. مش للطالب اللى داخل مقضيها ، و لو بتتكلم انك عايز درجة علمية فحدث ولا حرج انك بتاخد فى الاخر شهادة من ورق يصلع لعمل قراطيس ممتازة للطعمية لكن لا يدل على حصولك على أى "ندعة" من العلم !

نرجع لموضوعنا ...
لو انا جيت قلت لك جامعتى كانت سيئة فالجامعة كانت سيئة و سيئة للغاية ، لو قلت لك الدكتور ظلمنى يبقى انا اقصد ان الدكتور حفر باسنانه فى الصخر علشان يحبطنى و يدمر مستقبلى ، يعنى لما اتسأل ليه ما كملتش الماستر و اقولك مقارنة بالاقسام التانية أنا مش حاسس انى باشتغل ، ولا الكورسات على المستوى المطلوب  ، و ان وصف الكورس عالسايت حاجة و الواقع حاجة ..و بعد كل ده تسألنى طيب ليه مش هاتكمل فيها تكون أحمق ، و لو جاوبتك بعدها اجابة ساطعة كالشمس انها جامعة سيئة و اللى مقصود طبعا القسم اللى كنت فيه ، و ما تكونش سمعت من كل كلامى غير كلمة سيئة يبقى انت بنى ادم ما تستحقش الكلام معاك أصلا !

النقطة اللى قلت هارجع لها .. انى قلت نفس الكلام عن الجامعة فى الانترفيوهات الاولى مع المهندسين ، و لأنهم مهندسين ، خريجين هندسة أو حاسبات فهم فاهمين كويس أنا باقول ايه ... و فاهمين يعنى ايه معاناة الكلية ، و فاهمين يعنى ايه دراسات عليا و سفلى ! و أحد الناس اللى احترمتها جدا قال لى على فكرة انا حصل لى زيك .. و حكى لى موقف مشابه ! نستنتج ايه من كده ؟ مش الشخص بتاع ال recruitment هو اللى يقول عليّا اه أو لأ الا اذا كان خريج نفس المجال ! و المطلوب فى المهندس مش هو المطلوب فى اللى متقدم لل sales !

نقطة تانية
لما أكون لسه ما اتخرجتش و معايا شهادة زى ال CCNP  و تقديرى جيد جدا ، و رئيس القسم يؤكد فى غير مرّة ان دفعتنا هى أحسن دفعة مرت على الكلية  ، و لما اكون اشتغلت فى جامعة هى الأولى من نوعها فى مصر مع أوائل جامعات مصر - و هم أصدقاء و زملاء أنا شديد الفخر بمجرد السلام عليهم- يبقى أنا شخص متميز ! و لما اقول ان فريق مشروع التخرج كان فريق متميز يبقى انا اعنى ما اقول ... و أتعجب و أندهش لما أسمع ان اتقال عليا واثق من نفسى أكتر من اللازم !!!!!!! هو -لا مؤاخذة- يعنى ايه أكتر من اللازم ؟! و الأدهى و الأمرّ بقى ان يتقال عليّا ان كونى واثق من نفسى "أكتر من اللازم" يعنى انى "ممكن" اكون مغرور !!!!!!!!!!
صاحب التعليق ده من الواضح ان عنده مشاكل فى أساسيات المفردات على ما يبدو ... مفهومى الحقيقة ان الغرور \ الكبر هو حاجة زى موقف ابليس مع ادم -عليه السلام- لما قال : " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
يعنى هو شاف نفسه أحسن على مستوى الوجود أفضل من ادم .. يعنى لو انا شايف نفسى انسان من نوع اخر عنّك لأى سبب فماشى يا سيدى انا مغرور ... لكن لما اتكلم عن نفسى بثقة و أقول انا متميز فى شغلى للأسباب الاتية يبقى انا مغرور ازاى ؟!!.. خصوصا لو انا طالع من جامعة تعبانة زى جامعة المنصورة ! 

ملاحظات كمان بقى:
الحيل الرخيصة من نوع الكرسى اللى بيتحرك ، و اللى ممكن يكون بعيد شوية عن المكتب بهدف ان ال interviewee يحس بالتضاؤل حاجة مالهاش معنى لأكتر من سبب : أولا : مش انتو الوحيدين فى الكون اللى قرأتم فى ال body language ! ، السبب الثانى ان فى بشر طبيعتهم انهم لو كانو قاعدين و سمعو سؤال بيتحمسو للاجابة و بيحركو رجلهم ! عادى !! مش عارف اقتنع بصراحة ان اللى يهز رجله او يتمرجح بالكرسى يبقى واحد ضعيف الشخصية و بيهاب المواقف الجديدة !!!!و على فكرة انا حضرت انترفيو و المهندس المحترم جدا اللى كان بيعمل لى انترفيو كان بيحرك رجله كأن لدغه عقرب ! و ما قلتش عليه انه متوتر من كلامه معايا يعنى !!
 و حاجة كمان بقى ... ما هو من الطبيعى فى بلد تمحق كرامة الانسان بداية من دخوله المدرسة و انتهاء بدخوله قبره محمولا على الأكتاف ... لازم يكون متوتر ! و لازم يكون خايف .. أنا مش باقول ان الطبيعى يكون عنده فوبيا .. بس الشىء البشرى على فكرة انه يكون متوتر فى الموقف ده و يتمرجح فى الكرسى D:

حاجة كمان ... السؤال السخيف و الغبى و المستفز بتاع انت شايف نفسك فين فى 5 سنين ؟ أكيد انت عارف ان الطبيعى فى اجابتى على السؤال ده انى باسرح بيك ، يعنى لما تكون معلومات هندسة حاسبات المنصورة ان التدريب بيكون فى شركة كهرباء طلخا يبقى اكيد انا مش عارف السنة دى انا باعمل فيها ايه ... أكيد انا لسه باكتشف ! اه بالتأكيد عندى تصور عام جدا ، بس لو أنا رديت عليك بيه يبقى انا باجاوب على سؤال تانى ... ايه خطتك فى الحياة ؟

و كمان حاجة ... السؤال اللى بياخد أعلى ranking فى السخافة ... قل لى عيب من عيوبك ! هو العيب اللى انا واثق منه و ما ليش ايد فيه انى فى زمن يسمح انى اتقبل او اترفض فى ردى على سؤال زى ده ... أكيــــــــــــــــــــــــــد مش هارد عليه بالصدق !!!

قبل ما اروّح احب اعرف بس ... ازاى حد عمره ما دخل فى مشروع ، و لا اتحط فى موقف يخليه يفكر بشكل مختلف ولا اتطحن زى ما انا اتطحنت فى الكلية أو بعدها ، يقول لك أصل أنا HR ، و بارفض انك تشتغل مهندس هنا ؟!!!