Monday, December 10, 2012

بين الواقع و الانكار

source: nowiknow.com

تخيل ان الدنيا بتمطر و انت بتتتمشى مع صديقك و تقوله…
ياه .. المطر كتير قوى …

يقولك لا ما فيش مطر و لا حاجة .. انت راجل سوداوى .. الجو جميل !

تقوله يا عم الحاج انا حاسس بيه .. نازل على دماغنا احنا الاتنين … و خلاص .. بدأت ادخل فى أعراض الالتهاب الرئوى …

يقولك انت راجل متشائم .. كان زينا ناس كتير و الدنيا عندهم منورة فشخ دلوقتى .. مش ملاحقين عالنور !

تقوله يا عمنا انا مالى … الدنيا بتمطر، و امبارح مطرت و جت فى نشرة الاخبار انها مش هاتبطل مطرة لأسبوع متصل !!!!

يقولك المفروض ايمانك بربنا ما يتهزش !
فجر الصبح قادم ولابد لليل ان ينجلى !

فى النقطة دى تكون طبعا انت دخلت فى مرحلة التشخير و انت صاحى من العبث الكلامى ده …
و بما انك بنى ادم متعلم أهلك صرفو عليك .. تقوم تدخل معاه مضطرّا فى حوار لامنطقى ..

انت: على فكرة المطر ظاهرة طبيعية و بتحصل غالبا من يوم ما بقى فى غلاف جوى للكرة الأرضية، و أحيانا لما الناس الدنيا تفضل تمطر فوق دماغ أمّها بالشكل ده بيحصل فيضانات و فى قرى كاملة بتتدمر، و ساعتها الناس بتنقل قراها و تبدأ معيشة فى أماكن تانية من أرض الله الواسعة.

هو: مالى انا و مال التاريخ … التاريخ ده بتاع ناس مالهاش علاقة بينا … مات منهم اللى مات و راح ف ستين داهية … ما فيش علاقة بين اللى حصل فى الماضى و اللى هايحصل فى المستقبل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

انت: يا سيدى الفاضل … طيب معلش خدنى على قد عقلى … خلينا فى الواقع … الدنيا بتشتى و قربنا نتزحلق و نكسر عمودنا الفقرى … تعال نروح نقف فى حتة ناشفة

هو: ما فيش انتماء خالص ! ما فيش أخلاق ! ما فيش رباية !!

انت: يا دى الليلة السودا .. ليه يا عمنا بس … ايه علاقة اننا نقف فى حتة ناشفة بأى حاجة ليها علاقة بأخلاقى أو تربيتى ! و ليه انتمى للشارع .. خير ؟

هو: يبقى لو ما فيش حل و مصرّ تركب دماغك يبقى روح اقف فى حتة ناشفة .. بس لازم تيجى تقف تانى تحت المطر !!

انت (مفكرا): كملها بالستر يا رب !

انت: ليه يا ابا الحاج ارجع اقف تحت المطر ؟

هو: أصل فلان ابن جارتنا ما شفناهوش من سنة 56 .. طلع واطى واطى يعنى و لا بيسأل على أمه !

انت : نعم ؟؟!

هو: وللّا علّان … راح حتة ناشفة … بنته اللى كانت محترمه ما بتعرفش تمشى .. أول ما وقفت على أرض ناشفة طلعت تجرى و ما حدش يعرف هى فين دلوقتى !

انت: ….............

هو: وللّا تلتان بقى !! ده أمثاله المفروض يكونو حطب جهنم !

انت: ابن الكلب ! ليه .. عمل ايه ؟

هو: فى ايام مطرة زى دى كده .. راح طالع واقف فى حتة ناشفة ، بعدين رجع و راسه و ألف برطوشة انه يركب لنا تنده فى الشارع  و يعمل لنا نظام صرف ميّه !!!

انت: خير ما فعل !

هو: بتقول ايه ياض ؟!

انت: لا يا باشا … كنت باقول ده راجل واطى .. ازاى يغير الطبع الأصيل لينا ! الدنيا بتمطر و احنا غاويين بلبطة اساسا !

<<<<<<<<<<<<< لحظة صمت >>>>>>>>>>>>>>

هو: يا دى النيلة عالمطر … هو ربنا مش هايكرمنا بقى و المطرة دى تخلص بقى !

انت (هاتموت بانفجار فى شريان مهم): أمال احنا بنتنيل نقول ايه من الصبح !!!!!!!!!!!!!! الدنيا زفت علينا و على دماغنا بتمطر ! يا اما نقف فى حتة ناشفة أو نركب تنده و نظبط حالنا و لو ما فيش امكانية لتركيب التندة … يبقى نشوف مكان أحسن نقف فيه !

هو: …......(كلام كتير)...............
انت: …......(كلام كتير)...............

====================================================

مثل هذا الحوار اللامنطقى و اللا معقول ممكن أن يستمر الى ما لا نهاية … الا أن الجانب المتعقل بالقطع لا بد أن يصمت فى وقت ما … ليس عن ملل بقدر ما هوعن حكمة !
الحوار هو إسقاط لأى محادثة بين أمثالى من الواقعيين من جانب، و من الجانب الاخر الأصدقاء من هواة خداع الذات و تسمية الأمور بغير اسمائها، مع تسمية مبرراتهم اللا منطقية بالتفاؤل، و التفكير الواقعى بالسوداوية و التشاؤم.

ختاما .. نسأل الله البصيرة !

3 comments:

  1. هو حوار لا منطقي,, لكنه معقول لحدوثه الكتـــــير!

    فيه فرق كبير جداً في الأمل "مع المعطيات" و تخطي الأمور لما يشابه تمني المعجزات الإلاهية في أبسط أمور لا تجوز مع فعل الإنسان الشخصي,, يعني مثلاً شخص المفروض يبني بيت,, يفضل قاعد طول النهار في القهوة ومنتظر إن البيت يتبني على سبيل الأمل؟! نوع متقدم من العبث الحقيقة

    أعتقد إن الكلام مع النوعية دي من الناس "في حالة الرغبة في إصلاح شيء ما بعقولهم" هو مينفعش في أي وقت ولا معاهم كلهم للأسف,, محتاج لحظات معينة يكونوا عندهم القابلية فيها إنهم يتخطوا مرحلة التشاؤم والتفاؤل لفهم أكتر للحقيقة..

    ReplyDelete
  2. daif enta m7tag a3da twila ....bas distinct read...gamed

    ReplyDelete
  3. Realistically speaking the majority are infected. In our (State Space) the extraordinary view is the reality!

    Accept my hat raising without religious liability.


    ReplyDelete