Saturday, August 25, 2012

خطبة الجمعة

source: al3ez.net
خطبة الجمعة  غالبا ما تكون اضاعة ثمينة لوقت من الممكن استغلاله بشكل أفضل بمراحل ، بمعنى لنفترض انك تصلى الجمعة منذ عمر الثامنة، و تعيش فى المتوسط لعمر ال 60 عاما ، يعنى حوالى 50 عاما * 12 شهر * 4 أسابيع * 1 ساعة مدة الخطبة تجد أنك تقضى فى متوسط 2400 ساعة كان بامكانك أن تتعلم فيها ما ينفعك لاخرتك !! ، و لكنك مع الاسف غالبا ما تقضيها فى الاستماع لمجموعة من الاساطير و الخرافات و التحليلات اللامنطقية و الدعاء (بل و الادّعاء) على اصحاب الديانات الاخرى، و كلام الشيوخ عن ما لا يفقهون فيه من رياضة و سياسة و طب و ادب ... الخ

خطر فى بالى اليوم فى صلاة الجمعة كمّ التفاصيل التى أهتم بمعرفتها عن دينى و كان مكان معرفتها الطبيعى المسجد و وقتها الطبيعى خطبة الجمعة ... مثلا .. السهو فى صلاة الجماعة و صلاة الفرد، مبطلات الصوم، صلاة الاستخارة، صلاة الجنازة، القراءات المختلفة للتشهد ... الى ما لا نهاية له من تفاصيل أركان الاسلام الخمسة و التى أعترف بجهلى فى كثير منها.
قد ترد بأنها أمثلة تافهة و تتهمنى بالجهل فى دينى، و أنّى لا أبحث بما يكفى .. و ردّى أن فى أغلب الأوقات انى حتى أبحث عن حل فلا بد لى اما أن يدلنى أحد ما على وجود المشكلة من الأساس ، أو أن أرتطم بنفسى بالمشكلة حتى أبدأ البحث !
مثلا أتذكّر أنّ أول مرة أصلّى المغرب من الركعة الثالثة كانت و عمرى حوالى 14 عاما ، و ساعتها لم أدر هل المفترض أن أتشهد فى الركعة الثانية بعد انتهاء الجماعة أم لا !
قد تبدو مثل تلك الأمور بديهية بالنسبة لى و لك الان ، لكن عدم معرفة الأساسيات يعرضنا للخطأ فى ما هو أكبر ، بالاضافة لذلك هو اهدار ل 2400 ساعة من حياتك فى النظر للساعة متسائلا ... متى يصمت هذا الرجل !

قد أبالغ فى المثالية اذا ما قلت أنّ الخطيب انما هو معلّم، و المعلّم بالنسبة لى هو من يفاجئك بمعلومة جديدة ، ثم يحدثك عنها قليلا .. ثم يرشدك للمراجع التى تستزيد منها اذا ما أحببت التعمق فى الموضوع. أحيانا أحتاج للبحث فى موضوع معين و لا أعلم من الكتب الغث من الثمين ، و لا أعلم حتى من أين أبدأ بحثى.
 مع الأسف حالة التردى فى مستوى الخطب و الخطباء ما يدفعنى للاعتقاد أن وزارة الأوقاف تقوم بتعيين أقل الناس علما و أكثرهم اثارة للنفور. 
أدعو الله أن يأتى اليوم الذى أرى فيه من يخطب الجمعة بشكل يتحرى فيه صدق المعلومة، و يذكر مصدرها، و يتكلم بالمنطق لا بالأساطير ، و يتكلم فى الدين لا فى الطب، ثم يختم الخطبة لا بالدعاء على اليهود بل على الصهيونى المحتل و الخائن الذى سهل له احتلاله ، و لا بالدعاء للحاكم و ولى الأمر بل بالدعاء لمن يعمل كالثور المربوط لتوفير أبسط احتياجاته و احتياجات أسرته، و قبل الختام يكلمنا عن أفضل الكتب التى يعرفها و التى تتحدث عن موضوع الخطبة.

No comments:

Post a Comment