Saturday, April 7, 2012

أزمة ربع العمر

مؤخرا ...

source: economiccrisis.us
بدأت أتساءل عن طبيعة حياتى ، هل ما أحياه هو ما أريده لنفسى فعلا ؟ هل قراراتى صائبة ؟ هل قمت باستغلال الفترة المنصرمة من عمرى على الوجه الأمثل أم لا ؟ و ان كانت الاجابة بلا .. فلماذا ؟ و هل كانت الأسباب إرادية ناتجة عن نقص الخبرة أو تشوش الرؤية أم أنه عيب فى شخصيتى يتطلب منى وقفة مع النفس و مراجعة تصرفاتى ؟؟ أم أنها كانت لأسباب قدرية .. و اطار وضعت فيه رغما عنى لحكمة يعلمها الله ؟!

مثلا من أمانى حياتى أن أسافر و أرى العالم ، أتعرف على بشر اخرين ، و أن أعيش ثقافات أخرى بغية توسيع المدارك ، و الاقتراب من الحقائق ... و لكن كل محاولة كانت مستحيلة كونى كنت طالب مصرى فى المنصورة ... و بالطبع امكانياتى المادية لا تكفى للسفر على حسابى.

صاحب تلك الأفكار الكثير من التساؤل عن المستقبل ... هل بامكانى المعيشة فى مصر و تحقيق ذاتى فيها ؟ هل الهجرة حتمية ؟

بدأت القلق يراودنى على علاقاتى الاجتماعية المتواضعة ... ربنا أكرمنى بمجموعة رائعة من الأصدقاء أؤمن بأنها لن تجتمع ثانية فى زمكان اخر ! أعتقد أن على الأقل اثنان من المجموعة لن يعد بامكانى رؤيتهم وجها لوجه بعد السنة المقبلة ! سواء بهجرتهم أو بهجرتى أنا شخصيا ! و أتمنى أن يخيب الله ظنى من ناحية ، و أتمنى أن أراهم فى أسعد حال من ناحية أخرى!

بدأت أتعاطف كثيرا مع الشباب الذى ﻻ يعمل -وﻻ أقول العاطل لأنها تستعمل كسبة و كأن اللاعمل هواية- ، بل و أتعاطف أكثر مع الشباب العاملين أعمالا ﻻ تليق ، و يتم استغلالهم أسوأ استغلال لساعات عمل ﻻ آدمية ! بدأت أشعر بما أصفه بأنه انسانية زائدة !!

ظننت أن الموضوع استثنائى ، و أنه من غير الطبيعى أن تكون حالتى النفسية فى هذا التردى ، خصوصا أنى أمر بنقلة عملية جيدة جدا و لله الحمد هذه الأيام ... 
الى أن بحثت قليلا على صديقى جووجل و وجدت هذا الموضوع الشائق

أزمة ربع العمر

هى فترة تمر على الشخص فى مرحلتى العمرية ، تجعل الشخص يبدأ بالتساؤل عن حياته ، يميز تلك المرحلة الشعور بفقدان الاتجاه الصحيح ، و التردد تجاه ما يأتى من خطوات تتخذ من أجل بدأ حياة ناضجة يتحمل فيها كامل المسؤلية.
تتربع البطالة ، على عرش المسببات للشعور بأزمة ربع العمر ، و أضيف للمقال ... أنها ليست البطالة فقط بمعنى اللاعمل ، و لكن عمل يرضيك ، تشعر فيه بتحقيق ذاتك ، و يكفيك ماديا لبدأ أسرة و ما الى ذلك.

ختاما ...

قال صديقى العزيز محمد عطية ... أننا مع كثرة ما نشاهده من أفلام بدأنا نتوقع أن تسير حياتنا على نفس الوتيرة الدرامية ، ﻻ يوجد فيها حشو ، أفعال يقابلها ردود أفعال ، لا للتأخير ، ﻻ للوقت الضائع فى طريق ستعلم فيما بعد أنه لم يكن طريقك الصحيح !


و السلام ...




4 comments:

  1. le7ad akher paragraph kont mestany keset el baya3 3aseer el 2asab

    ReplyDelete
  2. اول ما شوفت البانر بتاع البلوج، قول ده وش واحد نفسه يلف العالم :)

    انا مريت بحاله قريبة من حالتك دى كذا مرة قبل كده ... كل مره كنت بطلع منها بالفكرة الدينية التقليدية، اللى هى انت ليك دور بتأديه، ومتخلقتش عبث، وان الطريق اللى انت ماشى فيه ده طريق ربنا رسمهولك واكيد انت ماشى فى الطريق السليم طالما مخالفتش تعاليم دينك وعملت اللى عليك.

    بس مؤخرا فوقت من الوهم ده، وبقيت مقتنع تماما بعبثية الحياه، وان مفيش اتجاه صح واتجاه غلط. وكل التعب والمجهود ده ملوش اى معنى.

    الفكرة دى هى اللى بتطلعنى من حالات الاكتئاب المشابهة لحالتك دى. لو عرفت فعلا ان حتى اكتئابك ده واهتمامك ملهومش اى معنى، هتبتدى تعيش بشكل ابسط، وتقضى الفترة اللى انت عايشها فى سلام.

    اتمنى عرض الموضوع من منظورى يساعدك فى انك تشوف حالتك من كذا زاوية ... يمكن توصل لرؤية جديدة تطلعك من حالتك دى.

    سلام

    ReplyDelete
  3. @عطية ..
    ما عنتش عارف الراجل ده اتجنن فعلا وللا بيهجص ... بقى كاتب تبرعو لشراء شاليه فى الساحل الشمالى ، و اعلان عن انسة للعمل تقدر الحياة الزوجية و تجيد عمل العصير !!

    @محمد امام ...
    أنا مؤمن بالفكرة الدينية التقليدية على فكرة .. و ده لا يعنى انى مؤمن ان الانسان مسيّر ! و انا كتييير بافكر هل الحياة عبثية ؟ بس فى مواقف كتير بتحصلى بتثبت لى انها مش عبثية ، اخرها موقف علشان يكتمل اخد سنة و نص ! ان شاء الله هاتكلم عنه فى بوست تانى.
    بس خلينا نقول حتى على سبيل الفلسفة انى ماشى بدماغى تماما ... هل هاكون مرتاح ؟ ما اظنش ! دايما ضغط المجتمع قوى ، و دايما ضغط المجتمع غلط ! و ده اللى باحاول أناقشه
    .. تحياتى

    ReplyDelete
  4. بسم الله

    السلام عليكم .. مجددا تقبل تحياتي وتعليقي على التالي:

    تصنف الاسباب الى ارادية وقدرية وهو ما يثير تساؤلات عديدة حول اساس هذا التصنيف ومرجعيته. كما وأود ان انوه على مبدأ الارغام الذي لوحتم بأنه ربما وضعتم في اطار... هل هو درب الى التسيير والتخيير !!

    البحث عن الحقائق في بلاد اخرى ؟

    أؤمن بأنها لن تجتمع ثانية فى زمكان اخر ! صدقت

    ليست هناك انسانية زائدة وانسانية ناقصة .. وهذا طريق الى القول بأن الانسان هو شيء تناظري !! وأعتقد ان الانسانية هي صفة لكيان لا تتجزأ.

    اما عن ما قيل في الأثر عن العلامة المحدث محمد عطية فهو مردود عليه حتى نلقاه على خير .

    وردا على ما قال محمد امام

    فأنا ارى ان عبثية الحياة التي ادعى انها الحل ليست الى هرطقة !! وما من شيء عبث في كل هذا الكون. ومن منظور ميتافيزيقي بحت يهدم هذه الهرطقة هو ما يطلق عليه نظرية الفوضى وهي أساس من اسس ابحاثي في الدراسات العليا والتي تخلص الى نتيجة مفادها ان كل ما يحدث في اي نظام لا يمكن ان يكون الا شيء محدد وموصوف .. ولا مجال للريب الا اذا جهل الانسان بعلمه المتواضع.

    اما مسألة الوهم الذي افاق منه فلا أجد في قاموسي ما يصف هذا !! وكيف يصف احدا شيء بوهم !! الا اذا وجد حقيقة دامغة !! وبتفنيد مسألة العبثية أعتقد ان ردي قد اتضح.

    شكرا

    ReplyDelete